الجزائر الجديدة 01/07/2012

براهيم تزاغارت يدعو للاعتراف باللغة الأمازيغية

أكد الكاتب و الروائي إبراهيم تزاغارت، أنه بصدد التحضير إلى وثيقة ثانية تكون موجهة إلى رئيس الجمهورية، مطالبا فيها الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية ووطنية مثلها مثل اللغة العربية، مضيفا أن هذا النداء سيكون مدعوم بإمضاء العديد من الشخصيات غير ناطقة بالأمازيغية على غرار لزهاري لبتر بإعتبارها قضية تهم كل الجزائريين.

و أضاف الكاتب ابراهيم تزاغارات لدى إستضافته الأول أمس بفضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، و الذي تديره و تنشطه الشاعرة لميس سعيدي للحديث عن روايته الجديدة و التي ترجمها إلى العربية الأستاذ فرحات بلولي، أنه يعمل على تكريس اللغة الامازيغية و إثبات أنها ليست لغة شفوية كما يعتقدها البعض، بل هي لغة قادرة على إبداع مثلها مثل اللغات الأخرى، و دليل على ذلك المفكرين و الكتاب كثيرين كتبوا الذين حصدوا من خلالها العديد من الجوائز، و سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب يضيف المتحدث، مشيرا أنه سيتحقق ذلك فقط بإشراك الجميع و تضافر الجهود ليس فقط لناطقين بها و لكن لكل مهتم بشأن بلده الجزائر، و بكل مثقف يعترف بأن اللغة الأمازيغة هي لغة الأجداد و أنها ضرورية في وجود وكيان الأمة الجزائرية، لان قومت أي بلد يقول ابراهيم تزاغارات هي بحفاظ على أصالتها و تاريخها، مؤكدا كذلك أنه سيعمل على تكريسها بدفتر شروط مقنن و ليس فقط للكتابة بهدف الكتابة.

و في سياق أخر أكد أن راهن الذي كان لديه و هو يكتب في هذه الرواية و هو الرهان الإبداعي الجمالي، إلى جانب ما تحمله الرواية من معاني، حيث قال" رهان الوحيد لدى كتابتي لرواية هو الإبداع، و ما تحمل من قيم قادرة على حمل أدب جديد و مفهوم جديد"، مضيفا أن تكون" مقبولة عند ترجمتها باللغات الأخرى".

من جهة أخرى دعا الكاتب إلى تعميم هذه اللغة من خلال إنشاء مدارس تربوية بالناطقين بها و مدارس أخرى تجربية لغير الناطقين بها، و ذلك حتى لاتكون هذه الأخيرة لغة نخبوية يفهمها فقط الذي يكتبها.

من جهته أكد فرحات بلولي أن تجربته في الترجمة ليست الأولى و أنه يعتمد على الترجمة بغعتبارها من أهم الجسور التي تربط الثقافات و الشعوب ببعضها البعض، مضيفا أن هدفه هو إبراز إيديولوجية الجزائر متعددة ثقافيا و لغويا، و انني أحول يضيف المتحدث التعرف ما ينتج في المجتمع الأمازيغي للجميع و ليس فقط الجزائريين بل حتى المجتمعات العربية الأخرى أن هناك أدب أمازيغي يكتب به و يعبر عن هموم المجتمع من المجتمعات، هذا إلى جانب ذلك يضيف فرحات بهلول العمل إلى تطوير هذا الأدب و ترقيته مثل ما هو متعامل. وأكد بلولي، أن ترجمته هذه والتي استغرقت منه أزيد من سنتين، ترمي كذلك إلى ترسيخ التواصل ما بين الثقافتين الأمازيغية والعربية، و نقل الأدب الأمازيغي الحديث إلى القراء بالعربية، هذا إلى جانب إثراء المكتبة العربية وكذا المساهمة في ترقية الأدب الجزائري بمختلف أبعاده.

مشيرا من جانب أخر إلى الصعوبات التي يوجهها هذا الأخير و متمثلة في إنعدام وجود هيئات لنقد تبين للكتاب نقاط ضعفه و قوته،قائلا "لا توجد مجالات تتحدث عن أدباء لاسيما الأدب الأمازيغي تنير لنا طريق،........."

أما عن ترجمته لهذه الرواية فقد أكد المتحدث أنه اعتمد على مدرستين الأولى هي المدرسة اللسانية و هو بأخذ تركيب من لغة و نقلها إلى لغة أخرى، أما الثانية فهي المدرسة الثقافية باعتبار أن اللغات تختلف في المعاني.

 أما عن الرواية و موضوعها يقول الكاتب قصة من قصص الحب العذري، تعد أول رواية مترجمة من الأمازيغية إلى العربية، تتناول قصة حب عذري، يجمع ما بين ملاكم معتزل اسمه ’’سالاس’’ وطالبة جامعية تدعى ’’نوجة’’، يشاء القدر أن يلتقيا في شاطئ ’’بوليماط’’ ببجاية، إلا أن الأمور لم تسر وفق ما يرغب فيه ’’سالاس’’، نظرا لكون البنت موعودة لابن خالها. تنتهي الرواية بمشهد رومانسي، تنقل خلاله ’’نوجة’’ ل’’سالاس’’ خبر إقناع والدها بعدم جدوى ارتباطها بابن خالها، ما يجعله يحس بانفتاح الأبواب وقرب تحقيق حلمه.

نسرين أحمد زواوي

http://www.eldjazaireldjadida.dz/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A/article/%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%AA