صدى الأقلام يختتم نشاطه لهذا الموسم تزاغرت يطلق أول رواية بالأمازيغية مترجمة إلى العربية

 

الكاتب: سميرة إراتني   

 

الإثنين, 02 جويلية 2012

اختتم فضاء صدى الأقلام موسمه بموضوع الأدب الأمازيغي المكتوب وترجمته إلى العربية، واستضافت لميس سعدي كلا من الشاعر والروائي إبراهيم تازاغارت، صاحب أول رواية بالأمازيغية مترجمة إلى العربية والموسومة بـ"سلاس ونوجة"، والمترجم أستاذ اللغة العربية بجامعة البويرة فرحات بلولي.

حاولت سعدي في البداية، التذكير أن موضوع النقاش هو الأدب المكتوب باللغة الأمازيغية وليس الأدب الأمازيغي، باعتبار هذا الأخير واسعا ومتجذرا في التاريخ، لكن يبقى معظمه رهن الشفهية، رغم المبادرات التي حملت على عاتقها الإفراج عن هذا الأدب، سواء بكتابته أو ترجمته إلى اللغتين العربية والفرنسية منذ 50 سنة، وهذا الفضاء فرصة، تقول سعدي، لتسليط الضوء على أول رواية مكتوبة باللغة الأمازيغية مترجمة إلى اللغة العربية، هذا الإنجاز الذي اعتبره إبراهيم تازاغارت صاحب دار النشر "ثيرا" ومعناها الكتابة، إنجازا نوعيا، ويعتبر خطوة كبيرة إلى الأمام للتعريف بتراثنا الأمازيغي القبائلي على وجه الخصوص، ونفض الغبار عن جماليات عالمية هي رهن المحلية والتناسي في أحيان كثيرة، وفرحتي بهذا الكتاب، يضيف الكاتب، لا تضاهيها حتى نيلي الجائزة الثانية من طرف المكتبة الوطنية.

قال تازاغارت في معرض تقديم تجربته الشعرية أولا ثم القصصية وبعدها الروائية، إن بداياته الأولى تعود إلى 1983 تاريخ اغتيال المناضل محمد الصديق بن يحيى، وعايش ارتجالا شعريا من أمه، هذه الأبيات يقول تازاغارت كانت مفتاح طرقه لعوالم الشعر، وتفطن فيما بعد إلى أنه يملك نفسا سرديا أيضا، وبدأ كتابة القصة.

وفيما يخص روايته الأولى "سلاس ومنوجة" التي ترجمت إلى العربية في مارس الماضي فقط، فقد أكد بشأنها تازاغارت أنها كانت في البداية قصة، واكتشف أن هذه القصة تحمل في طياتها مشروعا روائيا، وتحتمل إضافات أخرى، ففعل ما يجب فكانت ولادة "سلاس ونوجة".

وفيما يخص موضوع الرواية، التي تناولت قصة حب، فقد تساءلت لميس عن اختياره لهذا الموضوع خاصة وأن إبراهيم تازاغارت مناضل من أجل القضية الأمازيغية أيضا، فقد كان منتطرا أن تكون بكورة روايته تتناول هذا الجانب، فأجاب تازاغارت بالقول "راهني إبداعي هنا وليس سياسيا"، وأضاف أنه لا يزال مناضلا من أجل الهوية الأمازيغية، وهو بصدد رفع بيان إلى رئيس الجمهورية يوقعه عدة مثقفين منهم من لا يتكلمون الأمازيغية لكنهم واعون أن القضية قضية كل الجزائريين باختلاف ألسنتهم منهم لزهاري لبتر.

هذا البيان، يقول الروائي، سيطالب رئيس الجمهورية بترسيم اللغة الأمازيغية لإعطائها الميكانيزمات اللازمة لتطويرها، فلا يكفي جعلها وطنية للرقي بها، واقترح تازاغارت أن يكون تعليم الأمازيغية إجباريا في المناطق التي تتكلم هذه اللغة واختيارا في المناطق التي لا تتكلم بها.

ومن جانبه خاض المترجم فرحات بلولي في التحدي الذي رفعه وهو الإفراج عن تراثنا الأمازيغي ليكون معروفا، وهذا ما قاله في تقديمه للكتاب "أهدي هذا الكتاب إلى القراء من المحيط إلى الخليج".

وقال بلولي إنه اعتمد على مدرستين في الترجمة لإيصال المعاني الحقيقية للنسخة الأصلية المكتوبة بالأمازيغية، وهي الترجمة اللسانية والتي تعتمد على ترجمة التراكيب، وترجمة ثقافية والتي تحاول ترجمة المعنى أكثر، وهي المدرسة التي اعتمد عليها أكثر، وعلل هذا الاختيار بأمثلة منها القول بالقبائلية "جيغ سويغ" بالعربية نقول أكلت وشربت، بحرف الواو وهو حرف عطف يفيد البعد الزمني أيضا، لكن بالقبائلية لا يوجد حرف عطف لكننا نحس بالمسافة الزمنية بين الفعلين.

وحاول بلولي أيضا أن يبرر أيضا المدة الزمنية الطويلة نسبيا لترجمة هذه الرواية التي لا يتعدى عدد صفحاتها 160 صفحة، بالقول "حاولت قدر الإمكان الاجتهاد بأن أكون أمينا في التطرق لكل حيثيات الرواية".

واغتنم بلولي الفرصة للترحم على المترجم الكبير محمد يحياثن الذي توفي في ماي الماضي فقط، ووصفه بلولي بكبير المترجمين في الجزائر.

http://www.eldjazaironline.net/02/index.php/culture/8-2011-06-16-15-17-30/17572-2012-07-01-23-05-20.html