الأستاذ: فرحات بلولي
قسم اللغة العربية وآدابها

                               هجاء النفس
تزجرني وتقرعني نفسي منذ مدة كردة فعل عنيفة على إحساس بتفتت أحلامنا في صناعة جامعة متطورة نقارع بها التخلف والتقهقر الذي نعاني منه، وأجدني كل مرة أمام هذه الورقة الخرساء واللغة الفاشلة التي لا تسدي لي المعروف كما أروم أن أتحصل عليه، لكني رغم ذلك دبجت فعلا هذه الحفنة من الكلمات... فعلا استطعت...
تقول لي نفسي اللوامة: هل علمت بما ألم بقسمك وجامعتك، قلت: لا، قالت: لقد تحدى طالب أستاذه، قلت: عظيم ولربما له الأدلة الكافية على نظريته، قالت: وعن أي نظرية تتحدث يا هذا، قلت: ألسنا في الجامعة مهد وسرداب وبيت وغار... العلم، قالت: لا التحدي كان في أمور أخرى غير ذاك... قلت: أشيري إليّ لعلني أفهم، قالت: ارتكب ما لا يرضي الله ورسوله، فقلت: ماذا، قالت: يريد الغش، قلت: قال سيد الخلق المصطفى: "من غشنا فليس منا"...
عندما يحل وقت استعمال القلم الأحمر، يجزع الجميع طلبة وأساتذة وحتى إدارة، فالأساتذة يقعون تحت ضغط الحراسة المتعبة وتأنيب الضمير أثناء التصحيح... أما الطلبة فيقعون تحت رحمة شبح الرسوب وصعوبة الدروب، والشيء نفسه يحدث للإدارة التي تستنفر قواعدها جملة وتفصيلا... القلم الأحمر يفعل فعلته، إنه شيء خطير... سخرية القدر!!!! يعتقد الناس أنهم مرتبطون بالقلم الأحمر... لا وألف لا... الأمر ليس كذلك...
تقول لي نفسي اللوامة، فليرمى هذا الطالب إلى الجحيم، إلى مزبلة التاريخ، قلت: لا إنه لم يستهلك كل فرصه.. عليه أن يستغفر وسيُغفر له لأن الصلح خير، قالت: وهل بإمكان الجميع أن يأخذوا برأيك؟ قلت: من أجل جامعة متطورة نقارع بها التخلف والتقهقر الذي نعاني منه، سيكون ذلك ممكنا، قالت: وما هي الضمانات؟ قلت: لا توجد ضمانات بل يجب أن تكون هناك رغبة في العودة إلى الهدف المنشود، وهو صلاح البلاد والعباد وأن يتخذ القانون مجراه الطبيعي...
                                          الفقير لله: فرحات بلولي

نشر هذا المقال في قسم اللغة العربية وآدابها جامعة البويرة يوم الخميس 07/02/2013